على عكس الاعتقاد السائد فإن الإمساك ليس مجرد شكوى من عدم القدرة على التبرز. كما أن خروج البراز الصلب أو الصعب أو عدم إفراغه تماما مؤشر على الإمساك.
لا يدرك بعض الاهالي أن أطفالهم مصابين بالإمساك لأنهم يقومون بعملية التبرز كل يوم. ولكن اذا كان الطفل يتبرز كل يوم ويعاني من براز صعب او على شكل كرات صلبة فهذا يعني انه مصاب بالامساك.
لفهم ما إذا كان طفلك يعاني من الإمساك يجب أن تتابعي دخوله الى المرحاض بشكل جيد. إذا واجهت واحدة على الأقل من المواقف التالية فعليك بالتأكيد الحصول على استشارة الطبيب.
يعتاد غالبية الأطفال على حبس برازهم عندما لا يريدون ترك النشاط الذي يمارسونه او الشعور بالالم عند عملية البراز لذلك يتهربون منه. يؤدي هذا إلى تصلب البراز وجفافه عن طريق التراكم في الأمعاء. وبسبب هذه المواقف والالم الذي يشعر به الطفل تتشكل حلقة مغلقة من تجنب الطفل لعملية البراز. لكسر هذه الحلقة يجب عدم ابقاء البراز في الامعاء واخراجه من الجسم.
بالإضافة إلى ذلك يتراكم البراز الصلب والجاف في المستقيم وهو نقطة نهاية الأمعاء الغليظة ويمنع انتقال امر "لدي براز" من الأمعاء إلى الدماغ. وهكذا لا يمكن للطفل أن يشعر بالبراز القادم الجديد وقد يبدأ سلس البراز.
تشريحيا إذا لم تتم معالجة شكوى الإمساك فإنها تبدأ في الضغط على المثانة المغلقة. مع ضيق المثانة تقل قدرة الطفل على تخزين البول وبعد فترة قد يبدأ سلس البول في الظهور بالإضافة إلى الإمساك.
عادة بينما تنقبض عضلات قاع الحوض للسيطرة على البول والتبرز يجب أن تسترخي عند الجلوس على المرحاض للقيام بالتبول و بالتغوط. بهذه الطريقة يتم إفراغ المثانة والأمعاء تماما بفضل عضلات قاع الحوض السليمة.
في حالة الإمساك تكون عضلات قاع الحوض مشدودة ومتوترة ومفرطة النشاط ولا يمكنها الاسترخاء. لذلك في المرحاض تخلق عضلات قاع الحوض انحناءًا خطيرًا فوق منطقة المستقيم وهي نقطة نهاية الأمعاء. يمكن ان يسبب هذا الانحناء حدوث تشققات ( تمزق ) في منطقة الشرج بالاضافة الى الم اثناء التبرز عن طريق تخفيف قوة الدفع للتبرز. في هذه الحالة بعد تقييم العضلات بشكل جيد يجب تقويتها وارخاءها للقيام بوظيفتها بشكل جيد.
في البداية يتم تقييم المرضى الذين يتقدمون الى عيادتنا من قبل طبيبنا عن طريق فحص مفصل وتصوير اشعة. ثم يتم تحديد بروتوكول خاص للعلاج لكل مريض من قبل فريقنا بعد تقييم مفصل لعضلات قاع الحوض وعضلات البطن والورك التي قد تتاثر بالامسك.
يتم تحديد طرق العلاج اليدوي التي تساعد في زيادة حركة الامعاء وتساعد في ارخاء عضلات قاع الحوض كهدف اساسي بالاضافة الى ذلك نقوم باجراء علاجات مشتركة طبيعية مختلفة على حسب شكايات المريض.
سلس البراز عند الأطفال ( تسريب البراز ) يعني أن الطفل المتدرب على استخدام المرحاض لديه حركة معوية في أماكن غير مناسبة خارج المرحاض ويسرب البراز على شكل تلوث أو قطع ولايستطيع الطفل التحكم في امعائه.
الإمساك هو السبب الأكثر شيوعًا لسلس البراز عند الأطفال. يمكن أن يعطل الإمساك حركات الأمعاء. يمكن أن يتسبب أيضًا في حدوث حركات الأمعاء بمعدل أقل من المعتاد.
.( عادة ما يتبزر معظم الأطفال براز ناعم مرة واحدة في اليوم )
قد يحاول الطفل المصاب بالإمساك تجنب التبرز لأسباب مثل آلام البطن والتغوط المؤلم. ثم تتوقف الأعصاب والعضلات التي تتحكم في إخراج البراز عن العمل كما ينبغي. وبهذا الشكل يتراكم البراز في الامعاء. يتسرب البراز الجديد القادم من فوق البراز المتراكم في الامعاء ويلوث لباس الطفل الداخلي دون ان يشعر.
قد تشمل الأسباب الأخرى للتبرز ما يلي:
كنتيجة لجميع الأسباب فإن وظيفة عضلات قاع الحوض التي تسمح لنا بالتغوط وإمساك البراز تكون ضعيفة. على الرغم من محاولة تصحيح مشكلة الأمعاء بالأدوية إلا أن هذه الأدوية لا يمكنها استعادة وظيفة عضلات قاع الحوض. يجب إجراء إعادة تأهيل مناسبة لقاع الحوض لاستعادة وظيفة عضلات قاع الحوض.
قد يتغوط الطفل أيضًا لأسباب نفسية. لكن هذا ليس شيئا نصادفه كثيرا. بشكل عام سبب سلس البراز هو مشاكل مثل الإمساك والتشوه الشرجي. وبسبب هذه الاسباب ايضا فان وظيفة عضلات قاع الحوض عند الاطفال تصبح ضعيفة.
نتيجة التبرز عند هؤلاء الأطفال نرى مشاكل نفسية مثل "انعدام الثقة بالنفس ، القلق ، الشعور بالحرج"
أكثر من 95٪ من الأطفال فوق سن 4 سنوات و 99٪ ممن تزيد أعمارهم عن 5 أعوام تمكنوا من التحكم في الأمعاء. بشكل عام يجب معالجة الطفل فوق سن الرابعة إذا كان يعاني من أي مشاكل معوية (الإمساك، سلس البراز، الإسهال، إلخ).